مع أن نعم الله تلاحقنا في كل نَفَس يملأ الصدر بالهواء، و كل خفقة تدفع الدماء في العروق، فنحن قلما نَحِس ذلك الفضل الغامر ، أو نقدر صاحبه ذا الجلال و الإكرام..!! .
نَفِر من قَدَر الله إلى قدر الله، أرأيتَ لو كانت لك إبل فهبطت واديًا له عُدْوتان، إحداهما: خِصْبة، والأخرى: جَدْبة، أليس إن رعيتَ الخِصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله.
من جالَس جانس! فإن جلست مع المحزون حزِنتَ، وإن جلست مع المسرور سُرِرت، وإن جلست مع الغافلين سَرَتْ إليك الغفلةُ، وإن جَلَسْت مع الذَّاكرين انتبهت من غفلتك، وَسَرَت إليك اليقظة، فإنهم القومُ لا يشقى جليسُهم، فكيف يشقى خادمُهم ومحبُّهم وأنيسُهم؟!.
نحن لا نلوم الأخرين علي انتهاز الفرص لخدمة ما يعتقدون ولكنا نلوم أنفسنا إذ تركنا فراغا امتد فيه غيرنا ومن ترك باب داره مفتوحا لا يلوم اللصوص إذا سرقوا مدخراته....
ليس الصبر هو احتمال الذل والعذاب وكفى. ولكن الصبر هو احتمال العذاب بلا تضعضع ولا هزيمة روحية، واستمرار العزم على الخلاص، والاستعداد للوقوف في وجه الظلم والطغيان. وإلا فما هو صبر مشكور ذلك الاستسلام للذل والهوان.